زاد الألم في أمعائه تذكر أكله السحت, ظلمه, لسانه يلهج: أستغفر الله.
, يقبل يد رفيقة دربه ويردد ظلمتكِ كثيرا!
تمتمت, أنا أبرءك الذمة, لكن كيف بالأخرين؟
ـ همس وشهقات بكائه تعلو, لكنني تبت إلى الله.
حتى وأنت تقترب من الموت؟!
قبل ثلاثين عاما وعدتني باللقمة الحلال
رجعت تجلب مالا ,سألتك عنه, قلت: أمانة.
ثلاثة أشهر أحدث نفسي ليس من المعقول , أيوسوس له شيطانه بأكلها.
في عزاء صديقك قالت أرملته أمام جميع النسوة, زوجها قبل وفاته أخبرها بتأمين مبلغ من المال كأمانة عند أحد أصدقائه ,فسألتك إلا تعرفه؟ قلت: كلا.
ورغم أنك شريكه وصديقه لم تفكر بمساعدتهم.
أخذت الأمانة من خزانتي وصرفتها على تجارة جديدة، أجهضت بعد شهور , علمت بخيانتك؟
تلعثم وتعال بكاؤه: ياويلي من غضب ربي وظلمة القبر الموحشة.
ردت تذكره : عند وفاة والدتك حذرتك ألا تأكل حقوق أخوتك من إرثهم,
أكلته سحتا, وبعدها أصيبت ابنتك بالمرض نفسه الذي توفي به صاحبك المسروق أمانته.
لم تمض على وفاتها ثلاثة أشهر حتى علق عظم سمكه ببلعوم ولدك الثاني فمات من ساعته.
عندما ذهبت لبيت الله الحرام نصحتك برد الحقوق, ضربتني.
حلت البغضاء بين أبنائك لتضرب الأخت أخاها بسكين لولا لطف الله.
كل ما تعطيني من المال أرسله لعائلة من خنت أمانته وأصرف على أبنائك من راتبي.
دموعه تسيل من عينيه كالنهر الجاري, احمرت أحداقه, يقبل كفيها.
تساقطت دموعها: هل هناك أخرون ظلمتهم؟
لا أتذكر غيرهم.
كفكفت دموعها ونهضت قائلة: سأذهب لعائلة صديقك وأعرض مالا لعله يرضيهم , ثم أخوتك وأخواتك, لكن كيف ستبرئ ذمتك ممن توفى منهم؟